تعد تركيا واحدة من أغنى دول العالم من حيث الثقافة والتاريخ و السياحة في العالم، فهي دائما تسعى للحفاظ الدائم على موقعها الاستراتيجي الهام، وعلى استقرارها السياسي والاجتماعي ومحاولة تخطي كافة العقبات التي تؤثر على اقتصادها بل على العكس تسعى لتحقيق التنمية الشاملة والتقدم في كافة المستويات.و الليرة التركية هي العملة المستخدمة، والمتداولة رسميّاً في جمهورية تركيا.
ماهي عملة تركيا؟
هي العملة المستخدمة في تركيا وهي عملة تمت إزالة 6 أصفار لأنها تساوي مليون ليرة إلى دولار أمريكي واحد، تم تعديلها بحيث تساوي ليرة واحدة للدولار الواحد، وقد تم ذلك في عهد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بينما كانت العملة الرسمية في ظل الحكم العثماني هي الليرة التركية.
تطورت عملة تركيا أكثر من مرة في التاريخ، العملة الأولى للدولة التركية كانت العقة، ثم قاموا بتحويلها إلى ليرة المجيدي، ثم أصدروا الليرة الصفراء، وظلت الليرة الصفراء موجودة حتى بعد إنشاء البنك المركزي وإعلان الجمهورية.
تاريخ العملة التركية:
بدأت العملة التركية سنة 1840 أيام الدولة العثمانية حيث كانت العملة عبارة عن ذهب وفضة ثم تدريجياً تحولت إلى عملة ورقية، فصار الأتراك يتداولون الاثنين، إما أن يشتروا بالفضة والذهب أو بالعملة الورقية، وفي سنة 1924 تأسست الجمهورية التركية فاستُبدلت الفضة والذهب بالعملة المعدنية، وفي سنة 1927 مرت العملة التركية بعدة أزمات متعلقة بالعوامل السياسية والاقتصادية، وفي سنة 1950 تغيرت طريقة العملة التركية كلها بظهور نهضة في الاقتصاد التركي حيث حذفت 6 أصفار من العملة ليبدأ جيل جديد من النقود, وبهذا صارت التسمية الجديدة "الليرة التركية" وأصبحت العملات من فئات 5، 10، 20، 50 ثم 100 ليرة. وهكذا اكتسبت الليرة استقرارها.
فئات الليرة التركية:
كل عملة ورقية تحمل شخصية تاريخية بارزة كانت موجودة قبل سنة 1924 وبعدها، فالليرة التركية كلها تجتمع في صورة مؤسس الجمهورية التركية " مصطفى أتاتورك " على وجهها الأمامي
أصغر عملة ورقة ذات 5 ليرة.
فئة 5 ليرات:
تحمل صورة البروفسور " آيدين ساييلي " الذي ولد بتاريخ 2 مايو 1913 في إسطنبول، هو عالم فيزيائي درس التاريخ، توفي سنة 1993 حيث لعب دورًا كبيرًا في تجميع الوثائق والمصادر التاريخية التركية ويُعد رأس الهرم المُجمع للتاريخ التركي وكتكريم له قامت الحكومة التركية بوضع صورته على عملة الخمس ليرات.
فئة 10 ليرات:
لونها أحمر تحمل صورة البروفسور" جاهد عرف " هو عالم في الرياضيات حيث اكتشف معادلات رياضية مازالت تُستعمل لحد الآن، وأشهر معادلاته مرسومة على الورقة النقدية، ولد بتاريخ 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 1910 في مدينة سالونيك اليونانية بين أحضان أسرة عثمانية تركية، وتوفي سنة 1997 تلقى علومه الابتدائية والإعدادية والثانوية في إسطنبول، لعب عرف دورًا كبيرًا في تطوير علم الجبر وربطه بعلم الهندسة بشكل وثيق. وكتكريم لدوره قامت الحكومة التركية بوضع صورته على العشر ليرات التركية.
فئة 20 ليرة:
لونها أخضر تحمل صورة المعماري " أحمد كمال الدين " يُعتبر أحد أشهر المهندسين الأتراك ولد في اسطنبول سنة 1870 حيث قام بتصميم الكثير من المباني والمنشآت العمرانية في تركيا، وبناء محطات قطار وترميم المساجد، توفي سنة 1927 وتكريما لذكراه وُضعت صورته على العملة التركية من فئة 20 ليرة.
فئة 50 ليرة:
لونها بُني تحمل صورة " فاطمة عليا توبوز" كاتبة وروائية مشهورة وُلدت بتاريخ 9 تشرين الأول/ أكتوبر 1862 في إسطنبول بين أحضان أسرة عثمانية تركية مسلمة، وتوفيت سنة 1936 شاركت في العديد من الكتابات، حيث استمرت في مجال الكتابة إلى أن أنجزت 10 روايات مميزة، ومن أجل إنصافها كأول كاتبة روايات في العالم الإسلامي وُضعت صورتها على الخمسين ليرة التركية.
فئة 100 ليرة:
لونها أزرق تحمل صورة " مصطفى أفندي " مؤلف وملحن موسيقي مشهور ولد سنة 1640 في اسطنبول، له الكثير من الآثار الروحانية التي كان يلحنها ويلقيها أمام السلاطين العثمانيين في القرن السابع عشر،توفي سنة 1712 هو الذي قام بتلحين تكبيرات العيد على "مقام السيكا" وتخليدا لاسمه كأول موسيقار وملحن عثماني مُبدع وضعت الحكومة التركية صورته على المائة ليرة تركية.
فئة 200 ليرة:
لونها زهري هي أكبر عملة تركية تحمل صورة المُبدع "يونس إمرِه " هو شاعر وفيلسوف ومُفكر عثماني مشهور ولد سنة 1238 في مدينة إسكي شهير، توفي سنة 1320، ترك يونس إمرِه أكثر من 12 أثر أدبي وفكري وعلمي وفلسفي، وُضعت صورته على المائتي ليرة التركية كتخليد لاسمه المغمور بالأدب والعلم والفلسفة والتفكر والتأمل.
والغريب من الأمر، كلما تزيد العملة تكبر صورة مصطفى أتاتورك، وعليها التوقيع للحماية من التزوير، إضافة إلى ذلك نجدها مخفية على الورقة النقدية لا تُرى إلا إذا تعرضت للضوء.
إن الاقتصاد التركي مرَ بأزمة عملة وديون، تميزت بانخفاض قيمة الليرة التركية والصعوبة في سداد ديونها الخارجية وفي انخفاض الكبير في تدفق العملات الأجنبية وتدريجيا تطور ليصبح نظاماً اقتصادياً معقداً ينتج نطاقاً واسعاً من المنتجات الزراعية والصناعية وتوزيعها للأسواق المحلية وللتصدير، فالاقتصاد التركي هو اقتصاد صار بشكل عام مرنا يتأثر بموضوع أزمة صعود الدولار حيث تتطور الصناعة، والزراعة، وعملية التصدير، إلى جانب الصناعات الثقيلة مثل صناعة الأسلحة، فكلما زاد الإنتاج المحلي وعدد السياح زادت قيمة الليرة، وكلما زادت المشاريع الاستثمارية أجنبية زاد الاقتصاد تطورا فهو يتأثر إذن بمحيطه وبمشاكل المنطقة.
بعد اتفاقية "لوزان" وانهيار الدولة العثمانية فُرضت قيود كثيرة على تركيا مثلا كحرية الملاحة لكل السفن بدون أجور التابعة لمضيق البوسفور استيراد المحروقات، والنفط والمعادن، إلا أن هذه الاتفاقية تنتهي عام 2023 مما جعل تركيا تعمل جاهدة على البنية التحتية وعلى استكشاف الأماكن الموجودة فيها الثروات المعدنية بشكل صحيح والاستفادة بالقناة، وحسب الدراسات التي قامت بها الدولة التركية تُؤكد أن نجاح هذه المشاريع يُدعم الاقتصاد ويخلق قفزة نوعية في مجالات كثيرة في تركيا بشكل عام، وهي خطة تجعلها من أوائل الدول العشرة اقتصاديا.
تركيا كانت ومازالت تحاول جاهدة حتى تقوي اقتصادها وتفرض قوتها الحقيقية في الزراعة والصناعة والعلم بشكل عام حول العالم والمحيط الموجودة فيه بشكل خاص.
Comentarios