top of page

ما هي الأسباب التي أدت لحرائق الغابات حول العالم؟

تاريخ التحديث: ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٢


حرائق الغابات هي إحدى الكوارث الطبيعية التي اجتاحت العالم:

غزت العالم موجة واسعة من حرائق الغابات وامتدت لتشمل أغلب القارات في الوقت الذي يؤكد فيه العلماء أن هذه الحرائق تأتي كظاهرة ضمن العديد من الكوارث الطبيعية التي ظهرت نتيجة تغير المناخ عبر السنوات الماضي.


ومن الكوارث الأخرى التي برزت في السنوات الأخيرة موجات الجفاف والأعاصير وذوبان الجليد والفيضانات الحاصلة نتيجة ارتفاع منسوب سطح البحر والمُحيطات إلى جانب زيادة الأمراض المنقولة عبر البعوض والحشرات الأخرى.


جميع ما يحصل هو إنذار مُبكر لمُستقبل أسوء!:

فيما أكد الخبراء أن ما يُصاحب موجة ارتفاع الحرارة الحالية من حرائق وغيرها هي مجرد إنذار مُبكر من الطبيعة لما يُمكن أن يحدث من كوراث أبشع في المُستقبل القريب في حال لم يتغير السلوك البشري الذي يتحمل مسؤولية الحد من هذه الظاهرة.


أسباب حرائق الغابات في العالم:

وتعتمد مخاطر حرائق الغابات على عدة عوامل منها ارتفاع دراجات الحرارة ورطوبة التربة وكثافة الأشجار وجميعها ترتبط ارتباطاً مباشراً بمدى تقلب المناخ وتغيراته، ويعتبر خبراء بيئيون أن تغير المناخ هو العامل الأبرز في زيادة مخاطر حرائق الغابات حول العالم.


ويرى الخبراء أنه ومع ارتفاع درجات الحرارة المُتزايد أدى لنشوء العديد من العوامل التي أدت لاندلاع الحرائق، كما ينتج عن موجات الحرارة المرتفعة تجفيف المواد العضوية في الغابات ويُمكن أن تتسبب الحرارة والجفاف إلى تقليل فرص إخماد الحرائق وانتشارها بشكل أسرع.


ما هو دور حشرة "خنفساء الصنوبر الجبلية" في حرائق الغابات؟

وفي الوقت الذي تشكل الحرارة العامل الأكبر لحدوث الحرائق ترافقه حشرة تُسمى بـ "خنفساء الصنوبر الجبلية" وغيرها من الحشرات التي قد تضعف الأشجار أو تقلتها، وتؤدي هذه العوامل مُجتمعة ما يُشبه الوقود القابلة للاشتعال في الغابات.


وفي السياق ذاته تظهر دراسات أمريكية أن مُتوسط زيادة درجات الحرارة بمقدار درجة مئوية واحدة فقط من شأنها أن تؤدي لزيادة سنوية في المساحة المُحترقة في بعض أنواع الغابات إلى 6 أضعاف ما هو عليه اليوم.


من جهته يقول "جوش سيجل" الخبير في شؤون البيئة والمناخ إن العالم أصبح بإمكانه الآن رؤية ماهية التغير المناخي بوضوحٍ أكثر من أي وقتٍ مضى، لافتاً إلى أن موجات حرائق الغابات المُشتعلة شرقاً وغرباً هي إحدى تداعيات التغير المناخي.


كيف يُمكن الحد من الاحتباس الحراري؟

وتابع "سيجل" أنهم كانوا في السابق يتحدثون عن تحقيق نتائج عبر رؤية العام 2020 لكن ما نشهده اليوم يحتم عليهم التحرك سريعاً لإنقاذ ما يُمكن إنقاذه، مُشدداً على أن تقليل انبعاثات الغازات الدفينة هي أولى الخطوات التي يجب اتباعها وذلك باعتبارها المُسبب الأول في ظاهرة الاحتباس الحراري التي تكاد تنهي كوكب الأرض.


التغير المناخي بدء قبل 200 عام:

ويُضيف خبراء آخرون أن الأسباب الجذرية لتغير المناخ ترجع إلى حوالي 200 عام، عندما ظهرت الثورة الصناعية في أوروبا والولايات المُتحدة ثم امتدت نحو القارات والدول الأخرة، ومع ذلك لم يبدأ العالم فعلياً في تسليط الضوء على التهديد الخطير لهذه القضية إلا قبل حوالي 40 عاماً فقط.


وفي ذلك الوقت تم تأسيس عدة هيئات ومُنظمات دولية تهدف للحد من انتشار هذه الظاهرة ومُتابعة أداء الحكومات حول العالم في تقليل التلوث الذي يؤدي بشكلٍ أو بآخر للاحتباس الحراري وتغير المناخ الناتج عنها، ولكن تأثير تلك المُنظمات وقدرتها على الحد من الاحتباس الحراري مازالت محدودة.


ومن أبرز المنظمات المعنية بالظاهرة هي الهيئة الحكومية الدولية للتغيرات المناخية التابعة للأمم المُتحدة "IPCC" والتي تصدر تقارير دورية عن مدى المخاطر المُستقبلية للتغير المناخي وتعمد لتقديم حلول لها.


تقرير مسرب ينذر بالأسوأ في غضون 30 عاماً:

وكانت وكالة الصحافة الفرنسية قد أعلنت أواخر شهر حزيران/يونيو الماضي عن اطلاعها على مسودة تقرير أعدتها الهيئة التابعة للأمم المُتحدة وكان من المقرر له أن ينشر في شهر شباط/فبراير من العام 2022، وورد في مسودة التقرير أن التغير المناخي سوف يدمر بكل تأكيد الحياة التي نعرفها حالياً على كوكبنا في غضون الثلاثين عاماً المُقبلة.


كما قدّم التقرير صورة أكثر تشاؤماً في آخر تقرير مماثل صادر عن الهيئة المذكورة في العام 2014، حيث لفت إلى أنه بالرغم من تعهد في اتفاق باريس عام 2015 بحصر الإحترار المناخي في أقل من درجتين مئويتين أو حتى درجة ونصف الدرجة إلا أن الواقع يُنذر بعكس هذا تماماً.


وأظهرت تسريبات التقرير أنه مهما كانت وتيرة تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة فإن التأثيرات المُدمّرة للاحتباس الحراري على الطبيعة والبشرية سوف تتسارع على نحوٍ يثير القلق، وتوقع التقرير أيضاً لتعرض قرابة 170 مليون شخص حول العالم للجفاف في القرن الواحد والعشرين إذ وصل ارتفاع درجات الحرارة لثلاث درجات مئوية.


يُشار إلى أن شهر تموز/يوليو الفائت شهد لوحده عدداً غير مسبوق من حرائق الغابات كان أشدها في أمريكا وكندا وتركيا واليونان وإيطاليا وروسيا ولبنان وقبرص الرومية.

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page