تحتفل الدول الإسلامية بحلول عيد الأضحى المُبارك كل عام والذي يُصادف يوم 10 ذي الحجة، ولا تقل الأيام العشرة الأولى من شهر ذي الحجة أهمية عن باقي الأيام الفضيلة لاسيما أيام شهر رمضان المبارك.
وأهم تلك الأيام بالنسبة للمُسلمين هو يوم 9 ذي الحجة والمُسمى (يوم عرفة) وفي هذا اليوم يتوجه من يستطيع من المُسلمين في مُختلف بقاع الأرض إلى الأراضي المُقدسة في مدينة مكة المكرمة للقيام بطقوس الحج العادات والصعود إلى جبل عرفات اقتداءً بهدي رسول الإسلام النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وبدورهم يحتفل الشعب التركي سنوياً بهذا الأيام ويجتمعون بلهفة لاستقبال أيام العيد عبر طقوس وعادات يمارسها جميع الفئات العمرية، وتتشارك أغلب تلك العادات مع عادات الشعوب العربية والمسلمة وسنتناول هُنا أبرز تلك التي يقوم بها الأتراك سنوياً في عيد الأضحى المُبارك.
1-النظافة الشاملة:
تبدأ نشاطات التحضير لاستقبال عيد الأضحى المُبارك بالتنظيف الشامل لكل أركان البيت من الأرضيات للأسقف والجدران والمطابخ والحمامات وتشتهر النساء التركيات بعشقهن للتنظيف بشكلٍ عام لاسيما خلال أيام التحضير للعيد.
2-شراء الملابس الجديدة:
تعتبر أيام العيد فرصة لاستبدال الملابس القديمة بأخرى جديدة فتبدأ الأسواق تعج بالنساء خاصةً كونهن من محبي التسوق بالإضافة للرجال والأطفال للبحث عن جديد الموضة والملابس العصرية الملونة والمُزركشة أحياناً لارتداء أجملها، بالإضافة إلى شراء الأحذية الجديدة والاكسسوارات والعطور ومساحيق التجميل وغيرها.
3-صيام يوم عرفة:
إن صيام هذا اليوم الفضيل هو سُنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرغب بعض المُسلمون الأتراك بالصيام في هذا اليوم من أذان الفجر وحتى المغرب وكأنه يوم رمضاني يتمتع الصائمون فيه باستشعار قيمته الدينية.
4-مشاهدة الحجاج في مكة وجبل عرفة:
من لم يستطع الذهاب لقضاء فريضة الحج يتوجه إلى التلفاز والقنوات الناقلة لرؤية مشاهد الحجيج الكرام وهم يمارسون مناسك الحج منذ بداية اليوم وحتى نهايته عند النزول من جبل عرفات ويهللون معهم بالقول: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك".
5-تكبيرات العيد:
مع حلول ساعات الفجر الأولى يبدأ الأتراك في بيوتهم وفي المساجد يكبرون احتفالاً بالعيد بالقول: "الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله وحدة صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لا شيء قبله ولا شيء بعد لا إله إلا الله ولا نعم إلا إياه مُخلصين له الدين ولو كره الكافرون...".
6-صلاة العيد:
بعد شروق الشمس بـ 40 دقيقة تبدأ مراسم صلاة العيد وهي واجب على كل المُسلمين فنرى المساجد تذخر بالمصلين لأداء صلاة العيد والاستماع بعدها إلى خطبة العيد.
7-تقديم الأضاحي:
من أبرز العادات الإسلامية لهذا العيد هي تقديم الأضاحي كناية بقصة النبي إبراهيم عليه السلام عندما رأى في المنام أنه يذهب ابنه وعموماً فإن رؤيا الأنبياء حق وتعتبر أمر إلهياً وجب التنفيذ.
أخبر سيدنا إبراهيم عليه السلام ابنه النبي إسماعيل عليه السلام بذلك المنام فلم يجد من ابنه سيدنا إسماعيل إلا السمع الطاعة، وعند التنفيذ وضع النبي إبراهيم السكين على رقبة النبي إسماعيل يريد أن يذبحه ولكن الله عز وجل حاشا أن يأمر أباً أن بقتل ابنه.
وهذا الأمر لم يكون سوى اختبار نجحا فيه نبيا الله لينزل سيدنا جبريل عليهما ويستبدل سيدنا إسماعيل بخروفٍ للذبح وقال الله عز وجل "وفديناه بذبحٍ عظيم"، وهنا أتت هذه الشعيرة الدينية وسمي العيد باسمها "عيد الأضحى" تشجيعاً للمسلمين ليقوموا بذبح الخراف وتقديم لحومها للفقراء والمُحتاجون.
وعليه نرى الأتراك يبدؤون ومنذ أول أيام العيد بتقديم الأضاحي وتوزيعها على أقربائهم وجيرانهم ومعارفهم.
8-تبادل الزيارات:
يتميز هذا العيد عن عيد الفطر الماضي وأعياد العام 2020 أنه سيأتي بالتزامن مع عودة الحياة لطبيعتها ما يعني عدم وجود حظر للتجوال وبالتالي سمحت السلطات التركية بالزيارات والاستقبال وهي من العادات المُفضلة لدى الأتراك لتبادل التهاني فيما بينهم.
9-ضيافة العيد:
تمتلئ طاولات الضيافة في بيوت الأتراك بالحلويات الخاصة بالعيد لاسيما البقلاوة التركية والحلقوم وغيرها ليقدموها لضيوفهم طيلة أيام عيد الأضحى المُبارك.
10-تقبيل الأيادي والعيدية:
يتنافس الأطفال فيما بينهم وخاصةً في صباح أول أيام السنة لتقبيل أيدي كبار السن من ذويهم لاسيما الآباء والأجداد احتراماً وتوقيراً لهم ولسنهم، فيما يقوم الكبار بتوزيع مبالغ نقدية على الأطفال تُسمى "العيدية" والتي يجمعها الأطفال من أقربائهم كمصروف للعيد يدفعون عند الذهاب لأماكن اللعب وشراء الأطعمة والمشروبات.
Comentarios