اسطنبول مدينة من أجمل مدن تركيا التي يقصدها السياح من كل أنحاء العالم، فمن الطبيعي أن تضم أهم المعالم السياحية، فقد عاشت المدينة أحداثا مؤثرة التي تركت بصمتها الواضحة على شوارعها و مبانيها الأثرية، وإطلالتها الجريئة على مضيق البوسفور، ومن أهم هذه المعالم مسجد تشامليجا الذي يعد أضخم مسجد في تركيا.
لماذا سمي المسجد باسم تشامليجا ؟
سمي بهذا الاسم نسبة لهضبة تشامليجا التي تم بناؤه أعلاها في منطقة أسكودار بالقسم الأسيوي، وعلى أعلى مساحة من مدينة اسطنبول.وتشامليجا تعني بالتركية "الصنوبر"
يتمتع مسجد تشامليجا بطراز معماري فريد من نوعه بني سنة 2013 ، تبلغ مساحتها 15000 متر مربع، ويتسع لنحو 63 ألف مصل فهو ليس مجرد مسجد بل مجمع كبير، يضم معرضا للفن الإسلامي، ومتحف للآثار الإسلامية، مرآب يتسع لـ 3500 سيارة، وورش عمل، إضافة إلى أماكن مخصصة للوضوء للرجال والنساء كل منها في طابق مختلف، ويتمتع قسم خاص للنساء بمصعد إلكتروني يتكون من غرف لرضاعة الأطفال والعناية بهم، وقسم خاص للحمامات يستخدمها الأشخاص عند الحاجة، وللجامع 6 مآذن، وارتفاع قبته 72 ويشير هذا الرقم على أنه عاشت 72 دولة على أرض إسطنبول على مر التاريخ حيث تم تزيينها بـ 16 إسما من أسماء الله الحسنى في آخر آيتين من سورة الحشر وكتابة لفظ الجلالة "الله" باستخدام تقنية عصرية بالفولاذ المطلي مما زاد من جمال هذه الزخرفة وجود نظام إضاءة للقبة، و وبهذا تكون أكبر قبة في تاريخ الجمهورية التركية.
أما التصميم الخارجي والداخلي أضاف إلى العمران التركي نموذجا أرقى وأجمل نماذج العمران في التاريخ، إضافة إلى الزخرفة العثمانية الجذابة التي تذكر بمرحلة الازدهار العثماني في اسطنبول منذ قرون.
يعد مسجد تشامليجا من أحدث مشروعات البناء ويمثل عودة الماضي العثماني لتركيا،. ولقد أقيم لتخفيف العبء على المساجد الأخرى المحيطة به وخاصة في صلاة الجمعة ، كذلك لإحياء المناسبات الدينية ، كليلة القدر، وليلة الإسراء والمعراج، وأولية النصف من شعبان.
متى افتتح المسجد؟
تم افتتاح مسجد تشامليجا بعد أول صلاة جمعة من طرف الرئيس التركي "أردوغان" سنة 2016 بحضور كبير من المسؤولين الأتراك والشخصيات المعروفة، وممثلين من عدة دول مسلمة و
عربية، ومشاركة واسعة من المواطنين الأتراك ووسائل الإعلام التركية والأجنبية.
تميز المسجد ببعده الثقافي و إطلالته الساحرة بتخصيص حدائق التي تشرف على الجزأين الأسيوي و الأوروبي، ليتمكن الزائر من التنزه فيها والاستمتاع بالمنظر الخلاب.
فعلا تعد مدينة اسطنبول مدينة المآذن لاحتوائها على أكبر عدد من الجوامع، فأينما وجدت وتواجدت قبة ومئذنة فإن هناك وطن للإسلام، فإن المساجد تجمع المسلمين وتوحدهم وتدمجهم وتشابك قلوبهم في الصفوف نفسها، وأنها ليست فقط أماكن للعبادة بل تقوم بتفعيل الأخوة والمودة في خمسة أوقات كل يوم.
تركيا كانت ومازالت تركيا تهتم بموضوع كثرة المساجد وتعظيم بيوت الله وتعتبره من قيمها وجزء لايتجزأ من هويتها الإسلامية
Comentarios