top of page
صورة الكاتبتركيا شقة الاحلام

الأكلة الأكثر شعبية في تركيا؟

تاريخ التحديث: ١٢ سبتمبر ٢٠٢٢


إن موقع تركيا الإستراتيجي عند التقاء القارتين الآسيوية والأوروبية، أتاح لها نفوذا كبيرة في المنطقة، مما جعلها تسيطر على مدخل البحر الأسود، ولقد تنوعت بحضارات مختلفة، كانت سببا في وجود عادات وتقاليد، وهذا المزيج وقع أيام السلطنة العثمانية فتعددت الأكلات والحلويات، فالطعام التركي هو أحد أهم مقومات الثقافة، والذي من خلاله نتعرف على الكثير من العادات والتقاليد اليومية لشعوب العالم المختلفة، ومن هنا نعرض أهم أكلة شعبية عند الأتراك وهي "كعكة السميت".

تاريخ "كعكة السميت"

يعد السميت من أشهر أكلات الشوارع التركية، وهو جزأ لا يتجزأ من النظام الغذائي اليومي، عمره 600 سنة. يعود تاريخه إلى القرن الرابع عشر أيام الدولة العثمانية، ففي سنة 1595 كان السلطان العثماني يتناول 30 كعكة يوميا مع العائلة، فالكعكة كانت أكلة السلاطين المفضلة، وحين زادت قيمة "السميت" أدى ذلك إلى انتشاره عند العامة في المدينة، وهذا ما جعل السلطان يوزعه في الأعياد على الجنود و العساكر، وحتى المرابطين في الحدود ليتذكروا وطنهم. وقد قيل قديما أنه كان يوجد في تركيا 70 فرنا يشتغل فيه 300 عامل تخصصهم فقط "السميت".

ماهو السميت " Simit " التركي

إن السميت هو الأكلة الأكثر شعبية، وهي عبارة عن كعك، أو نوع من أنواع الخبز مغطى بالسمسم، توجد منه أحجام كثيرة ومتنوعة، فحيثما وطأت قدماك في تركيا ستجد بائعي قطع "السميت" الساخن يجوبون الشوارع بعربات صغيرة تم طلاؤها بلون أحمر براق ومغلقة بزجاج موشي بحليات ذهبية تلمع في ضوء خيوط شمس النهار.

ويباع أيضا في الأكشاك والأفران في شوارع تركيا، يتم صنعه من دقيق القمح والخميرة ورشة ملح ويترك العجينة تختمر ثم يشكل على شكل ضفيرة دائرية الشكل، ثم يتم تغليفه بطبقة سميكة من حبوب السمسم يطهى في أفران حرارية.


مع مرور الزمن ومسايرة العصر تطورت صناعة "السميت" فأصبحت ببُذرة الشكولاطة اللذيذة، بحشو الطماطم المجففة والزيتون الأسمر، أو بالجبن السائل، فهو كأحد الطقوس اليومية، حيث لا تخلو مائدةً في تركيا من تقديمه كوجبة صباحية مع الشاي.


يستهلك الأتراك يوميا السميت حسب بعض الإحصائيات التي أقيمت بـ أربعة عشرة مليون قطعة، ويجذب جميع فئات الشعب، من طلاب الجامعات والمدارس والموظفين صباح كل يوم، لمذاقه الرائع وسعره البسيط الذي يتراوح من 0,5 ـ 2 ليرة تركية في معظم أنحاء تركيا، لذا يسعى عدد كبير من رجال الأعمال تطوير هذه الصناعة الهامة والارتقاء بها، من خلال افتتاح مطاعم متخصصة في بيع أنواع السميت المختلفة والتحليق بها صوب العالمية، وذلك بهدف تعريف شعوب العالم عليها.


وللمحافظة على هذا التراث وتأكيد الهوية القومية التركية، تقيم البلديات التركية مهرجانا سنويا يحضره الخبازين من مختلف مدن تركيا ويتنافسون في صناعة السميت وسط احتفالات تُعزف فيها الموسيقى ليصبح قضية قومية يدافع عنها الأتراك.

فعلا إن" السميت " أكلة شعبية كانت ومازالت قصة عشق لا تنتهي عند الأتراك، فمن وجبة شعبية إلى العالمية.


الأكلة الأكثر شعبية في تركيا؟ (فيديو)


أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page