أحد أعلام الدولة العثمانية الذين مازالت إنجازاتهم خالدة حتى يومنا هذا، القائد العثماني الذي مرت على ذكرى وفاته 475 عام ومازال ذكره حاضرا بين الأتراك، سنتعرف اليوم على قصته الشهيرة و ملاحمه البطولية التي لا تزال خالدة حتى اليوم.
من هو خير الدين بربروس؟
هو خضر بن يعقوب المولود عام 1478 في جزيرة ميديللي، لقبه السلطان ياوز سليم باسم خير الدين، أما كلمة بربروس فهي الترجمة التركية لكلمة برباروسا والتي أطلقها الأوروبيون على شقيقه بسبب لون لحيته الحمراء وبقي اللقب لخير الدين بعد وفاة أخيه. هو أحد الذين ساهموا في تأسيس الإمبراطورية العثمانية وتوسعتها والملقب بأمير بحارة العثمانيين، وأول قائد للأسطول البحري العثماني، قاد معارك ملحمية في عرض البحر وانتصر فيها.
خير الدين بربروس والمعارك البحرية العظيمة
بدأت رحلاته البحرية كرحلات تجارية مع إخوته ثم اتجه بعد ذلك لفرض السيطرة على منطقة البحر المتوسط عام 1502، ومع الانتصارات الكبيرة التي حققها والغنائم الكثيرة التي أرسلها للسلطان ياوز سليم بدأت الدولة العثمانية في دعم معاركه البحرية لمواصلة السيطرة على مناطق شمال إفريقيا وصد هجمات الغزو الإسباني على الجزائر. وقد كانت هذه من أهم المراحل الفارقة في حياة القائد العظيم حيث حقق انتصارا كبيرا في معاركه ليفتح الجزائر عام 1516 ويصبح خير الدين بربروس حاكما للجزائر.
وقد تزوج من بنت أخ حاكم الجزائر قبل دخول بربروس إليها وكان لهذا الزواج أثر كبير في ضم الجزائر للدولة العثمانية بعد ذلك وفي تقوية الأواصر التركية العربية. وقد ذاع صيت خير الدين بربروس في مناطق الدولة العثمانية على إثر ضم مناطق شمال إفريقيا للامبراطورية العثمانية وتم وضع اسمه على العملات النقدية ودُعي له في المساجد وأصبح واليا عثمانيا.
دوره في إنقاذ الأندلس
واستمر في أعماله البطولية التي ساهمت في إنقاذ الآلاف من مسلمي الأندلس من ظلم محاكم التفتيش في إسبانيا في ذلك الوقت.
وفي زمن السلطان سليمان القانوني أصبح خير الدين بربروس قائد الأسطول البحري للدولة العثمانية وانتقل إلى اسطنبول عاصمة الخلافة.
وظهرت ذروة انتصاراته في معركة بروزة الحاسمة التي حدثت عام 1538م، حيث انتصر الأسطول العثماني بقيادة خير الدين بربروس على الأسطول الصليبي المكون من تحالف سبع دول أوروبية معا فيما يعرف باسم العصبة المقدسة استجابة لنداء البابا بولس الثالث بقيادة أندريا دوريا أهم البحارة في أوروبا في ذلك الوقت. وهي من أكبر المعارك البحرية في التاريخ وقد حقق بربروس انتصارا أسطوريا حيث اعتمد أسلوب المفاجأة من خلال الهجوم للأسطول الأوروبي في منطقة بروزة والذي أدى لصدمة واسعة في الأسطول تمثلت بهرب قائد الأسطول وانتهاء المعركة في أقل من خمس ساعات وتدمير قرابة 13 سفينة أوروبية في حين لم يخسر الأسطول العثماني أي سفينة.
وقد كان أثر هذه المعركة السيطرة العثمانية الكاملة على البحر المتوسط لفترة طويلة كما بلغت القوات البحرية العثمانية ذروة مجدها في عهد بربروس باشا، الذي لعب دورا كبيرا في تحديد السياسات البحرية العثمانية، كما أنشأ ترسانة بحرية ضخمة لبناء السفن، تعد الأهم من نوعها في تلك الفترة.
ولم تكن إنجازات هذا القائد العظيم مقتصرة على الدولة العثمانية بل إن هناك نصب تذكاري في هولندا تخليدا لذكراه حيث حمى الهولنديين من الحملات الإسبانية.
وعلى الرغم من براعته في عالم البحار إلا أنه قدم إنجازات خالدة في مجالات أخرى فقد بنى جامعا ومدرستين في مدينة اسطنبول التي توفي فيها عام 1546، وقبره موجود اليوم بجوار المتحف البحري في اسطنبول.
Comments