انطلق المؤتمر الدوي للتخطيط الاقتصادي قُبيل أمس الخميس في العاصمة الاقتصادية إسطنبول بهدف مناقشة التضخم وتأسيس اتحاد التخطيط الاقتصادي الذي سيضم جميع دول العالم.
شارك في المؤتمر المُنظم من قبل جمعية التخطيط الاقتصادي EPIAD سياسيون وأكاديميون ورجال أعمالٍ قادمين من أربعٍ وعشرين دولة.
وتخلل المؤتمر الكلمة الافتتاحية لرئيس جمعية التخطيط الاقتصادي أحمد مطر قال فيها إن المؤتمر يُناقش قضية من أهم قضايا البشرية ألا وهي التضهم الذي يعاني منه الجميع دونما استثناء، واعتبر رئيس الجمعية أن عذع الأزمة صنعها النظام الاقتصادي الغربي وعمت أثارها أرجاء الأرض.
مُضيفاً أنهم يبحثون عن مخرجٍ لهذه الأزمة التي وضعنا فيها الغرب وكُنا ضحيتها، وأنهم سيقدمون الحلول من أجل انقاذ البشرية وفضح الجاني، وأنه من المؤسقف أن حم الاقتصاد المالي الضار يساوي عشرة أضعاف حجم الاقتصاد الإنتاجي العالمي البالغ حوالي 90 تريليون دولار، بينما يصل حجم الاقتصاد المالي خارج الإنتاج إلى 800 تريليون دولار.
مبيناً أن مؤتمر إسطنبول يأتي لتقديم نموذج اقتصادي صحيح مُختلف قائم على فكرة أن وظيفة المال ليس الاكتناز الذي يمنعه من الوصول للإنتاج، وأنه ليس سلعة يتم توليد المال عبرها بل هو وسيلة للاستثمار في المشاريع الإنتاجية السلعية والخدمية التي تفيد البشرية بالإنتاج الوفير وإيحاد فرص العمل وحسن التوزيع على المُستحقين.
كما شدد المُتحدث على أنهم يتبنون الاقتصاد الإنتاجي العيني الحقيقي القائم على دوران السلع والخدمات ويرفضون الاقتصاد المالي التضخمي الوهمي القائم على دوران المال بالمال بعيداً عن السلع والخدمات.
وتطرق أيضاً لأهمية التخطيط الاقتصادي على المستوى العالمي قائلاً إن العالم بحاجة ضرورية لتأسيس كيان دولي يسد النقص الكبير في إطار التخطيط الاقتصادي السليم.
من جهته قال نائب الرئيس العراقي الأسبق طارق الهاشمي إن البعض يربط ظاهرة التضخم بعامل سعر الفائدة حصراً، فيما تتأثر أسعار والخدمات بعوامل أخرى عديدة بالرغم من الدور الكبير لسعر الفائدة.
مُضيفاً أن التضخم لا يتعلق بالحكومات فقط بل بالهيئات والجمعيات والتنظيمات الاقتصادية لها دور في التضخم والعمل على خفضه، مردفاً أن التضخم أضحى ظاهرة عالمية تُعاني منها أغلب دول العالم وأن النظريات الاقتصادية التي يعتمدها الغرب لم تنفع في خفض التضخم.
وأنه لا يتعلق بالحكومات وحدها بل أيضاً الهيئات والجمعيات والتنظيمات الاقتصادية لها دورها في التضخم والعمل على خفضه، وأن التضخم لن يستمر للأبد والمطلوب هو تأطير الإجراءات المُقترحة ضمن نظرية جديدة تضمن النمو العالي يرافقه تضخم مقبول يحافظ على استقرار تكاليف المعيشة لذوي الدخل المحدود.
أما الخبير في إدارة المؤسسات والجمعيات تشايس ستوفر فقد قال في كلمة له إن العالم في حالة كساد اقتصادي وأن جائحة كورونا والوضع الاقتصادي جلبا حالة عدم يقين وهناك أمور كثيرة في العالم لا نعلم مآلها والتضخم واحدة منها.
منوهاً إلى أن التخطيط الاقتصادي هو مفهون ذو قيمة وليس أمر سيء في حال استخدم لتنمية البشرية وتوزيع الانتاج، موجهاً رسالته لكل شخص في الغرب يرى التخطيط مجرد طريقة اشتراكية وشيوعية قديمة وأن الوقت حان للاستثمار في تنشيط الرأسمال الاقتصادي والاجتماعي.
وختم الخبير بالتأكيد على أهمية الجمعيات التي تستند على حقائق اقتصادية وتُعطي الكثير من المعلومات العلمية والمُستقلة والصحيحة للسياسيين وصانعي القرار.
هذا المقال مكتوب من قبل فريق كتابة المحتوى في " TDA تركيا شقة الأحلام | كاميران" ، إذا أردت أن تعرف أكثر عن محتوانا وما نُقدمه من خدمات ( اضغط هنا )
Comments