يعد برج الفتاة في اسطنبول من أجمل وأشهر المعالم السياحية الموجودة في تركيا، وهو اللغز المحير الذي عجز الجميع عن حله، وهو أقدم الأبراج في مدينة اسطنبول اللؤلؤة السياحية في تركيا.
برج الفتاة هو برج صغير يوجد على جزيرة صغيرة عند المدخل الجنوبي لمضيق البوسفور من حوالي 410 قبل الميلاد أي عمرها أكثر من 2400 سنة ، ويبعد نحو 200 مترا عن ساحل أسكودار في مدينة اسطنبول.
تاريخ برج الفتاة
يعود تاريخه إلى أيام الحكم البيزنطي للمنطقة،تم بناؤه من طرف الجنرال الأثيني "سيباديس" لمراقبة الممر المائي، حيث استخدمت الجزيرة محطة للسفن وسميت "القلعة الصغيرة" وبعد فتح القسطنطينية بني فوق الجزيرة برج خشبي، إلا أنه أحرق سنة 1719 م، ثم صارت عليه تعديلات من طرف إبراهيم باشا سنة 1725 م،وفي عهد الجمهورية التركية أستخدم البرج للحجر الصحي، وفي سنة 2000 م فتح ليكون مطعما يستقبل آلاف الزوار، يتألف البرج من 6 طوابق، يبلغ ارتفاعه حوالي 23 مترا.
بماذا يتميز برج الفتاة ؟
يتميز برج الفتاة بشرفة ذات إطلالة ساحرة تبهج الناظر، وبوجود طيور النورس التي يصدح صوتها بالمكان. واليوم يعد من أرقى المطاعم التركية ذو شعبية كثيرة الذي يقدم أشهى الوجبات و الأطعمة المتنوعة المحلية والتقليدية، وهناك الكثير من القوارب التي تذهب إليه في أوقات معينة من حي كاباتاش على الجانب الأوروبي من اسطنبول، ومن حي سالاكاك على الجنوب الآسيوي.
ينتظر مئات العشاق يوميا بمقاهي ميناء أسكودار أجمل لحظة غروب الشمس بين أحضان برج الفتاة.
ارتبط برج الفتاة أو ما يقال "برج العذراء"بكثير من القصص و الأساطير منها:
أنه كان هناك سلطان يحب ابنته حبا جما، وفي يوم من الأيام رأى حلما أنه في عيد ميلادها الثامن عشر سوف تلدغها أفعى وتنتهي حياتها إلى الأبد، فكر السلطان أن يبعدها عن اليابسة، فبنى لها برجا محاولة منه لإبعاد أية أفعى الوصول إليها، لكن شاءت الأقدار أن تموت الأميرة بلدغة من ثعبان مخبأ في سلة فواكه أحضرت لها.
وهناك أسطورة أخرى تقول أن شاب يدعى "باتل غازي" أحب ابنة " تكفور" الحاكم المسيحي التي كانت راهبة ونسيت أن الحب محرم على الراهبات، فكانا يلتقيان سرا، حيث يقطع الشاب المسافة سباحة ليلتقي بحبيبته، وفي إحدى الليالي الممطرة بينما كانت الفتاة تحمل شعلة لتوجيهه في المياه المظلمة، هبت رياح قوية لم يستطع الحبيب رؤية الضوء لأنه تم إخماده بواسطتها، فسبح العاشق الولهان إلى البرج لكن دون جدوى فجرفته المياه ومات غرقا، وحين رأت الفتاة حبيبها جثته تطفو فوق الماء لم تطق صبرا على فراقه فانتحرت.
إن برج الفتاة من المعالم الأثرية الموجودة في مضيق البوسفور، إذ أصبح صرحا تاريخيا فريدا من نوعه يضاف إلى مدينة اسطنبول ومكانا يجذب السياح من كافة أنحاء العالم.
فعلا كان ومازال برج الفتاة لغزا غامضا بين الحقيقة والخيال في عرض مضيق البوسفور الساحر.
Comments