top of page
صورة الكاتبتركيا شقة الأحلام

كيف يجب التعامل مع التلاميذ في المدارس بعد الزلزال؟


باشر الأطفال القاطنين في المناطق التي تعرضت للزلزال المُدمر مطلع الشهر الجاري بالعودة إلى مدارسهم، وترافقت عودتهم بمشاعر الخوف أثر الصدمة التي أثرت على نفسيتهم خاصةً من فقدوا أحداً أو بعضاً من أفراد أسرهم.

ومع صبيحة اليوم العشرين من شهر شباط/فبراير الجاري عاد الطلاب في المناطق المُتضررة إلى المدارس التي تم نقلهم إليها كونها لم تتأثر بالزلزال الأخير.

ومن أجل ضمان تأقلم الأطفال المُتضررين من الزلزال في مدارسهم الجديدة وتماشياً مع مُتطلباتهم النفسية بشكل فعال هُناك بعض النقاط التي يجب مراعتها في هذه المرحلة، سيما أنه من المُفترض أن توفر المدرسة بيئة مُناسبة لتنمية المهارات الاجتماعية وتعزيز قيم المُساعدة والتعاون وتطوير المهارات العاطفية لأطفال المدارس مثل التعبير عن المشاعر والتحكم والتعاطف ومهارات التواصيل والتعبير.

يتمثل دور الأساتذة قبل طرح دروس عن الزلازل في الفصلو المدرسية مراعاة الطلاب الذين فقدوا ذويهم في الزلزال حتى لو كانوا لا يقيمون في المناطق المُتضررة، ويجب أيضاً أن يدرك الأسانذة أن تركيا خرجت قبل عدة أشهر فقط من وباء كورونا بعد تسجيل ما يزيد عن مائة ألف وفية في البلاد ممن أصيبوا بالعدوى خلال فترة الجائحة، ما يعني احتمالية أن يكون بعض الطُلاب قد فقدوا أقارب لهم جرّاء ذلك.

لذلك لابد من التعامل مع موضوع الموت بقدرٍ عالٍ من الحذر والتقليل من احتمالات إثارة القلق بشكلٍ خاص لدى الأطفال الذين عانوا من تجربة مؤلمة أو فقدوا أحداً من أحبائهم.

وفي حال تواجد في الفصل طالب جديد أتٍ من إحدى مناطق الزلزال فمن الواجب التحدث مع عائلته بخصوص مكان وكيفية تعرضه للزلزال والحصول على معلومات عن شخصية الطالب قبل وبعد الزلزال فضلاً عن التحدث مع الطالب نفسه.

إذ أن لكل أسرة تجربة خاصة مع الزلازل كمدى تأثر المبنى الذي كان يأويهم والخسائر في المناطق المُحيطة بالإضافة إلى أن وضع هذه الأسر واحتياجاتها تكون مختلفة عن بعضها البعض.

ويؤدي المدرسون دوراً مُهماً في التعرف على احتياجات الطفل وتقديم التوجيه اللازم أثناء فترات الكوارث والحالات الطارئة في الوقت الذي يُكافح فيه الأباء بشكل الوسائل والسبل من أجل تأسيس حياة جديدة ومسح الذي حصل من ذاكرة أطفالهم.

ومن الطُرق التي يمكن للمدرس اللجوء إليها خلال حديثه في الفصل بخصوص الزلازل الإشارة إلى أن تركيا مرت بكارثة زلزال حزينة للغاية دون إعطاء معلومات أخرى مفصلة، مع توجيه أسئلة للطلاب تدور حول مشاعرهم لكن دون توجيه المشاعر والأفكار بل تشجيع الطلاب على الكتابة ومشاركة مشاعرهم وأفكارهم مع الآخرين وترسيخ التعاطف الوجداني مع الضحايا.

ويجب أيضاً عدم التسرع في تدريب الأطفال على التعامل مع الزلازل وفي حال استعراض مقاطع فيديو أو صور عن الطرق الأفضل للتعامل مع الكوارث يجب أن تكون فنية وتمثيلية خالية من أي صور أو مشاهد حقيقية.

ومن المهم أيضاً أن يكون المدرسون على دراية تامة بما يجب قوله أو عدم قوله ومن الذي يجب فعله أو عدك فعله أمام الطلاب الذين فقدوا أحباءهم أو تعرضوا لكارثة الزلازل.

ويتوجب على وحدة التوجيه في المدارس إجراء دورات تدريبية لتعريف جميع المدرسين في تركيا بالإسعافات الأولية النفسية، وألا يشعروا الطفل القادم من مناطق منكوبة بالشفقة أو التعامل معه كطفل أو مراهق في طور التغلب على تجربة صعبة.

ولابد أيضاً من تجنب مصطلحات قاسية كضحايا الكوارث أو ضحايا الزلازل لأن ذلك من شأنه أن يخلق القل والتوتر ويؤثر على انتباع الكُلاب ويفقدهم القدرة على التركيز والتعلم.



٣٢٧ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page