إسطنبول مدينة الحضارات:
تحتضن مدينة إسطنبول مئات المعالم الأثرية والتاريخية التي تُشكل قبلة سياحية يقصدها ملايين السياح سنوياً للتمتع بمشاهدة حية لهذا الآثار الخالدة الشاهدة على تعاقب العديد من الحضارات التي رسمت تاريخ إسطنبول وتركيا وتروي أجمل الحكايات وأغربها.
برج الفتاة في إسطنبول:
يقع برج الفتاة في مضيق البوسفور بالقرب من شواطئ الضفة الأسيوية لمدينة إسطنبول وتحديداً منطقة أسكودار.
وهو ليس معلماً سياحياً فحسب بل رمز من رموز إسطنبول الذي نراه كثيراً في الشعارات التي تدل على المدينة، ويعتبر مقصداً سياحياً رائداً ومن الصعب أن يزور أحدهم إسطنبول دون زيارة هذا البرج الساحر والتمتع بالصعود إلى أعلاه.
وهو من الأماكن المميزة التي تجذب لآلاف السياح الأجانب كل عام وموطن لحفلات الأعراس التركية، ويتميز بشرفة تُحيط بقمته ذات الإطلالة الفريدة والتي تزداد سحراً بوجود طيور النورس التي يصدح صوتها بالمكان وتُخلق فوقه وبالقرب منه بأعدادها الكبيرة.
مواصفات برج الفتاة:
يتألف البرج من 6 طوابق ويبلغ ارتفاعها 23 متراً ويربط بينها درج لولبي يُمكن عبره التقل بسهولة للاستمتاع بالمطاعم والمقاهي.
قصة البرج:
ارتبطت بهذا البرج الكثير من القصص الغريبة والتي أبقته لُغزاً غامضاً في عرض المياه.
ومن أشهر الحكايات التي تروي قصة هذا البرج الساحر تدور حوله هي قصة السلطان الذي يُحب ابنته كثيراً عندما راوده حلم أن ابنته في عيدها الثامن عشر سوف تلدغها أفعي تؤدي لموتها على الفور.
وما إن استيقظ السلطان قرر ابعاد ابنته عن اليابسة لحمايتها حيث ردم جزءً من مضيق البوسفور وشيّد لها برجاً وسط المضيق لحمايتها من أي أفعى قد تقترب منها.
وبعد الانتهاء من أعمال البناء وانتقال ابنة السلطان للعيش في البرج الذي أعده لها والدها تلقت هدية عبارة عن سلة مليئة بالفاكهة اللذيذة ولكن مع الأسف كان يختبئ بين تلك الفواكه ثعباناً تسلل إلى الفتاة فلدغها وقتلها.
حزن السلطان على ابنته حزناً شديداً ليقرر تسمية المكان بـ "برج الفتاة" كي يتذكر زواره العبرة من هذه القصة بأنه لا مفر من قضاء الله عز وجل.
وهناك أسطورة أخرى تقول أن شاب يدعى "باتل غازي" أحب ابنة " تكفور" الحاكم المسيحي التي كانت راهبة ونسيت أن الحب محرم على الراهبات، فكانا يلتقيان سرا، حيث يقطع الشاب المسافة سباحة ليلتقي بحبيبته، وفي إحدى الليالي الممطرة بينما كانت الفتاة تحمل شعلة لتوجيهه في المياه المظلمة، هبت رياح قوية لم يستطع الحبيب رؤية الضوء لأنه تم إخماده بواسطتها، فسبح العاشق الولهان إلى البرج لكن دون جدوى فجرفته المياه ومات غرقا، وحين رأت الفتاة حبيبها جثته تطفو فوق الماء لم تطق صبرا على فراقه فانتحرت.
وبعدها بقي البرج مهجوراً لسنواتٍ طويلة حتى استخدم مرة أخرى في العام 1110 كمحطة مُخصصة للسفن القادمة من البحر الأسود.
وعند فتح الفلسطينية في العام 1453 استخدم كبرج مراقبة وصولاً إلى العام 1509 عندما وقع زلزال ودمّر أجزاءً كبيرة منه، ثم استخدم مرة أخرى بعد إصلاحه في العام 1829 كمكان للحجر الصحي.
قصص جميلة 😅