تعد مدينة اسطنبول مدينة أثرية وذات تراث معماري عريق، ولها كثير من المعالم الشاهدة على عظمتها، وعندما تمر بمضيق البوسفور تشعر أن شريان المياه الرئيسي يحمل العديد من الأسرار في أعماقه، وهذا ما جعل المدينة تتألق بشطريها الأوروبي و الآسيوي ولا يفصل بينهما إلا مضيق البوسفور وكأنه عرق متلألئ من عروق الحياة.
تاريخ مضيق البوسفور
يرجع تاريخ المضيق إلى آلاف السنين، ويفصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة، وأصل الكلمة مشتقة من اللغة اليونانية وتعني "المكان الذي يستطيع عبوره الثور" يبلغ طوله 30 كم وعرضه 3600 متر، أما عمقه حوالي 120 متر.
إن مضيق البوسفور هو روح اسطنبول نظرا لكونه أحد الممرات البحرية الدولية الهامة، حيث يحتل المرتبة التاسعة في ترتيب الجسور المعلقة من حيث الطول على مستوى العالم، ويمثل المضيق المخرج الوحيد إلى المياه الدافئة بالنسبة لروسيا الاتحادية، والطريق الرئيسي للعديد من الدول الأوراسية المصدرة للنفط، كدولتي "أذربيجان وكازاخستان".
أما قديما، بنى البيزنطيون والعثمانيون على ضفافه قلاعهم والقصور الصيفية والحصون وحدائق النزهة.
أهمية مضيق البوسفور
للمضيق أهمية تاريخية ودولية وعالمية، حيث تم تصنيفه ضمن مجال الملاحة الدولية، لمرور الكثير من السفن، إضافة لذلك ارتباطه بالأحداث والأساطير الملحمية مما زاد من أهميته الإستراتيجية و التجارية، حيث منحت تركيا حق حماية الممرات و المضائق، وذلك بفرض قيود تحددها الدولة على نوعية السفن وعددها وحمولاتها، وحتى أوقات مرورها
تعبر مضيق البوسفور جسور كثيرة منها جسر السلطان محمد الفاتح، وجسر السلطان سليم، ومن المعالم الموجودة فيه برج العذراء، قصور السلاطين العثمانية وقلعة أناضول.
يعد مضيق البوسفور نقطة جذب للسياح والسكان المحليين، بحيث يضم الكثير من المحلات التجارية والمطاعم، وأجمل مافي الضفاف الطبيعة الخلابة والزاهية مقتفية نظر السياح خاصة في فصل الربيع، لتجد نفسك في جنة مليئة بأزهار التوليب المتنوعة التي تتجلى في حديقة "أميرجان" ومن خلال رحلة على متن القارب للحصول على قدر من الاسترخاء والإستراحة من صخب المدينة.
فعلا كان ومازال مضيق البوسفور إعجاز جغرافي وعشق للأتراك خاصة وللسياح عامة، فهو مزيج من هيبة وبهجة في آن واحد.
תגובות