يعد مسجد السلطان فاتح من أجمل المواقع الأثرية و الدينية في اسطنبول، و تعتبر الساعة الشمسية من أجمل نماذج الساعات الشمسية في التاريخ المنقوشة على الحجر، ولقد تم نقشها على مئذنة الجامع.
إن موضوع الساعة الشمسية حقيقي، فهي موجودة في جامع السلطان محمد الفاتح بإسطنبول، وهذا الأخير ليس مسجدا فقط بل يعد وسيلة لتحديد أوقات الصلاة، وذلك من خلال الساعة الموجودة على جداره, والتي تتميز بأنها من أفضل و أدق الأدوات لتحديد الوقت المحلي و الإقليمي للصلوات الخمس.
يوجد على جدار المسجد كتيب يحكي عن الطريقة التي تشتغل فيها الساعة الشمسية، و ما مذكور فيه أن التوقيت في إسطنبول كان عبارة عن 12 ساعة تنتهي عند الغروب و 12 ساعة تبدأ بعد الغروب لليوم التالي، مثلا وقت ما كان يؤذن الظهر على الساعة الرابعة حسب توقيت إسطنبول، ممكن تكون ساعة اليد الواحدة أو الواحدة و نصف، إذن فالتوقيت الشمسي الخاص بمدينة إسطنبول كان مختلف عن باقي المدن الأخرى بثلاث ساعات، حيث كان الفرق بين الشتاء والصيف حوالي ثلاث ساعات، وهذا ما تبينه الساعة الشمسية مثلا في الخط المنحني الذي يوضح لنا أطول ساعات النهار والتي تكون فيها أطول أيام السنة.
و ينتقل الظل بين الخطوط الصغيرة 15 دقيقة، وبين الخطوط الكبيرة كل 30 دقيقة.
كانت الساعة الشمسية في الجامع محمد الفاتح تدل دقتها المتناهية على عظمة الدولة العثمانية، فالإختلاف في التوقيت لم يكن مهما بين المدن عند المواطنين فمثلا في مدينة إسطنبول تكون الساعة الخامسة بينما في مدينة أخرى تكون الساعة الواحدة، المهم أنه هناك شروق شمس وغروب شمس و الأوقات تساعدهم لإدارة تجارتهم وأعمالهم ومعرفة موعد الصلاة، ولذلك لم تكن هناك أهمية الفرق في التوقيت.
إن الساعة الشمسية كانت عبارة عن ساعتين موجودتين بجانب بعضهما، واحدة لتوقيت صلاة العصر و الأخرى للتوقيت العام، فكان الوقت بالنسبة للدولة العثمانية وإسطنبول ينتهي عند الغروب اليوم و يبدأ بعد الغروب لليوم التالي.
فعلا تعد الساعة الشمسية الموجودة في ساحة مسجد السلطان محمد الفاتح من أجمل نماذج الساعات الشمسية في التاريخ و من أهم آثار الدولة العثمانية العريقة.
Comments