يتوسط مُتحف إسطنبول للسينما منطقة تقسيم السياحية ويتقابل مع شارع الاستقلال الشهير في الشق الأوروبي لمدينة إسطنبول.
قصة المتحف:
شُيّد مبنى المتحف بعد حريق بيوغلو الكبير في العام 1870 على يد رجل الأعمال "آغوب كوجيان" في عهد السلطان عبد العزيز الأول خلال فترة الحكم العُثماني، وتبرع بالمبنى آنذاك لصالح كنيسة تقسيم الأرمنية والتي تم نقل ملكيتها إلى "عزيز وأحمد بوروفالي" في أربعينيات القرن الماضي.
تحوّل المبنى في العام 1948 إلى أكبر مسرح مُتعدد الأغراض وجرى بناء "سينما أطلس" في الحديقة خلف المبنى في السبعينيات، ثم جرى تخصيصه لصالح وزارة الثقاقة والسياحة التركية في العام 1992.
ليُعاد ترميمه بنفس الشكل السابق بين عامي 2019 و 2020 وتم تجديد سينما أطلس وإضافة زخرفة جميلة للسقف وأعيد افتتاحها باسم " ATLAS CINEMA 1948" وتم إنشاء مُتحف إسطنبول للسينما وافتتح للجمهور في شهر آذار / مارس من العام الجاري.
أقسام متحف إسطنبول للسينما:
خُصص الطابق الأول من متحف إسطنبول للسينما للتطبيقات الرقمية من بينهما "مُجمّع الذاكرة"، وحول هذا الأمر يقول مُدير المُتحف "إيلنكور أولو" لشبكة قنوات TRT إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام مجموعة الذاكرة في أحد المتاحف السينمائية ويُمكن للزوار سحب وإسقاط أيقونات الفيلم لمُشاهدة تفاصيله والإعلان التشويقي.
كما يحتضن المتحف مجسماتٍ من الشمع لاساطير في التمثيل أمثال أديل ناسيت المعروفة باسم "حفيظة أنا"، والفنان كمال صنال المعروف بشخصية "طوسون باشا"، بالإضافة إلي شاشة لعرض مشاهد شهيرة من الأفلام التركية الكلاسيكية مع مكبرات صوت اتجاهية يتم سماعها فقط عند الوقوف بجانبها.
فضلاً عن "الشاشة الخضراء" التي تتيح للزوار إدراج أنفسهم في فيلم من اختيارهم وإرسال إلى بريدهم الإلكتروني كهدية تذكارية توثق زيارتهم للمتحف.
يُضيف مدير المتحف أن هذه الميزة تحظى بشعبية كبيرة بين الضيوف مثلها مثل "غرفة الهاتف" حيث يتمتع الزوار برؤية مشاهد من الأفلام التركية مُترجمة للغة التركية عبر الهاتف ويؤدي النقر على الزر المُخصص إلى تحديث الشاشة ليتمكن الزائر من رؤية أكبر عدد من الأفلام المُحددة بحسب رغبته.
وفي الطابق الثاني يستعرض المتحف أزياءً كان يرتديها فنانون أتراك مشهورون، بالإضافة للكاميرا التي سجلت كلمة الرئيس التركي الأول "مصطفى كمال أتاتورك" في الذكرى العاشرة لتأسيس الجمهورية، وهي نفس الكاميرا التي استخدمها المخرج التركي "توجوك" في إحدى أفلامه.
كما يعرض المتحف تذكارات من المُخرجين الأتراك المُخضرمين أمثال "لطفي عمر عقاد، ممدوح أون"، بالإضافة لكاميرات الأفلام وكراسي المُخرجين والجوائز الخاصة بهم التي فاز بها صُناع الأفلام والممثلين الأتراك، وكذلك نجد في الطابق الثاني نُسخ من تحرير الأفلام التناظرية وعيناتٍ من النصوص.
أما الطابق الثالث فجرى تخصيصه للمعارض الموسمية، بالإضافة لعرض العديد من الكاميرات التراثية إحداها تشبه تلك التي استخدمها المخرج الشهير "باستر كيتون" في ثلاثينيات القرن الماضي والتي لا يوجد منها سوى 4 كاميرات في العالم.
ويعرض المتحف أيضاً مجسماتٍ لنجوم مسرحية الظل التركية "كراكوز وعيواظ" والمعروفة في الأناضول وبلاد الشام خلال حقبة الحكم العثماني.
يستقبل متحف إسطنبول للسينما زواره يومياً ماعدا الأحد بين الساعة 11 صباحاً و6 مساءً.
المصدر: TRT WORLD
Comments